الإدمان يفتك بـ”أم التضامن”: “ياجورة” القاتل تُنهي حياة أم رفضت تمويل جنون ابنها المدمن

تونس – tunisiamag -جيلاني فيتوري

اهتز حي التضامن بولاية أريانة مساء أمس على وقع جريمة مروعة تتجاوز حدود العقل، عندما أقدم ابن على إنهاء حياة والدته في مأساة تعرّي الواقع المرير لآفة الإدمان وتداعيات العنف الأسري الصامت في المجتمع.

سلسلة عنف انتهت بكارثة

تكشف المعطيات الأولية للتحقيق أن الجريمة لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت تتويجًا لسلسلة طويلة من الاعتداءات. الجاني، وهو معتاد على استهلاك المواد المخدرة، كان معروفًا لدى أهالي المنطقة بسلوكه العنيف واعتداءاته المتكررة على والدته، وصل به الأمر أحياناً إلى طردها من المنزل.

النقطة الأكثر إيلاماً في هذه القصة هي صمت الضحية. فرغم كل ما تعرضت له الأم من سوء معاملة، إلا أنها لم تقدم شكوى ضده، ربما بدافع العاطفة أو الخوف من المساءلة، مما أفسح المجال لنمو العنف حتى وصل إلى ذروته القاتلة.

لحظة الحقيقة: الرفض قاد للقتل

في يوم الواقعة، طلب مرتكب الفعلة من والدته المال بهدف اقتناء المزيد من المواد المخدرة. وأمام رفضها القاطع، تحول الطلب إلى اعتداء همجي؛ حيث قام بضربها بعنف بواسطة “ياجورة” (حجر بناء) في أنحاء متعددة من جسدها ورأسها، لتفارق الأم الحياة على الفور.

الصدمة الكبرى لم تكن في القتل نفسه فقط، بل في برود الجاني بعد ارتكاب جريمته، حيث عمد إلى احتساء الخمر ووالدته أمامه جثة هامدة قبل أن يغادر المكان.

الأمن يتدخل.. والجاني في قبضة العدالة

فور إشعار الوحدات الأمنية، حضرت على عين المكان وباشرت بالإجراءات القانونية اللازمة. وقد أسفرت التحريات السريعة عن القبض على الجاني في ظرف وجيز واقتياده إلى مقر مركز الأمن للتحري معه بشأن دوافعه. وفي المقابل، وبإذن قضائي، تم رفع جثة الضحية لعرضها على الطبيب الشرعي لاستكمال الإجراءات القانونية.

هذه الجريمة المروعة تدق ناقوس الخطر مجدداً بشأن تغلغل الإدمان داخل الأسر التونسية، وتؤكد على الحاجة الماسة لتعزيز دور مراكز الإحاطة الاجتماعية والقانونية لتشجيع ضحايا العنف على كسر حاجز الصمت قبل أن يتحول العنف المتكرر إلى جريمة لا تُغتفر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى